نظّم فريق البحث في العلوم الإنسانية والاجتماعية والمناهج وطرائق التدريس - مختبر الابتكار والبحث لتجويد مهن التربية والتكوين، بشراكة مع ماستر الابتكار البيداغوجي في تدريس العلوم الإنسانية والاجتماعية، بالمدرسة العليا للتربية والتكوين -جامعة ابن طفيل بالقنيطرة،في أجواء رمضانية مفعمة بالإيمان، ندوة علمية في موضوع "المغاربة والقرآن: مقاربات معرفية وتربوية"، وذلك على مدى يومي 10 و 11 رمضان 1446 هـ، الموافق ل 11 و12 مارس 2025 م.
هدفت الندوة إلى الوقوف عند علاقة المغاربة بالقرآن الكريم، واستعراض جهود علماء المغرب في تطوير الدراسات القرآنية، وإبراز معالم النموذج المغربي، وإثارة أدوار المؤسسات الدينية والتعليمية في تعزيز الفهم الصحيح للقرآن الكريم، وبيان أثر القيم القرآنية في تشكيل معالم المجتمع المغربي وإثراء ثقافته.
استهلت الندوة العلمية بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم قبل الجلسة الافتتاحية التي ترأسها السيد مصطفى الزعري مدير مختبر البحث، ثم انطلقت أشغال الندوة بكلمة افتتاحية للسيد مولاي مصطفى حفيظ، مدير المدرسة العليا للتربية والتكوين، الذي كان مرفوقًا بنائبته السيدة حسناء بن كيران، توقف فيها عند أهمية موضوع الندوة، مُشيرًا إلى أهمية الموضوع ومُثمنًا فلسفة البحث العلمي متعدد التخصّصات واللّغات.
فضلًا عن الجلسة الافتتاحية، فقد انتظمت أشغال الندوة على مدى اليومين في أربع جلسات علمية وجلسة ختامية.
شهدت المدخلات العلمية حضورًا كبيرًا وتفاعلا مهمًا من لدن الحاضرين، فكانت الندوة محطة لتطوير النقاش بين باحثين من تخصصات مختلفة، قاربوا الموضوع من زوايا معرفية متعددة: شرعية، وبيداغوجية تربوية، وتاريخية، ومجالية، ولغوية، وسوسيولوجية... وهو ما أسهم في توفير عدة معرفية ومنهجية لفهم الموضوع وإدراكه من زوايا مختلفة بما يسمح ببلورة مقاربات تكاملية والتقائية بين الحقول المعرفية.
ومن بين أهم خلاصات الندوة، نورد الآتي:
- التأكيدُ على أهمية القرآن الكريم في حياة المغاربة، وفي تشكيل حياتهم بمختلف أبعادها.
- أهمية البحث في الموضوع وفق مقاربات متعددة تمتح من حقول معرفية متكاملة.
- التأكيد على أهمية النموذج المغربي في تعليم القرآن وعلومه، والوقوف عند جذور التجربة المغربية وامتداداتها الخارجية، وهو ما يقتضي تحصين الهوية الدينية المغربية والحرص على نقلها للأجيال الصاعدة.
- تعزيز التعليم القرآني المعاصر بتطوير مناهج تجمع بين الحفظ والفهم والتدبر، وإدراج برامج دراسية تُعنى بالدراسات القرآنية لتجيب عن التحديات المعاصرة.
- تشجيع البحث العلمي في الدراسات القرآنية، من زوايا معرفية متنوعة تستثمر علوم التربية، والعلوم الاجتماعية، والفلسفة، وعلم النفس، وغيرها من الحقول من العرفية، وتحفيز الباحثين على دراسة التأثيرات الاجتماعية والثقافية للقرآن الكريم في المغرب.
- إحياء دور الزوايا والكتاتيب القرآنية لتصبح مراكز تعليمية تجمع بين الأصالة والمعاصرة، وقادرة على توظيف التكنولوجيات الحديثة في نشر المعرفة القرآنية، من خلال دوريات إلكترونية ومنصات رقمية.
- تطوير تطبيقات ومنصات تعليمية تفاعلية تسهل تعلم القرآن وفهمه بطريقة عصرية، فضلًا عن جانب إنتاج محتويات مرئية ومسموعة موجهة للشباب تشرح القرآن بأسلوب مبسط وعملي.
- جمع المادة المعرفية التي قدمت في هذه الندوة العلمية ونشرها في إصدار علمي.
حيث شكلت هذه الندوة العلمية فرصةً لإثراء النقاش وتعميقه بمقاربات متعددة من حقول معرفية مختلفة من لدن باحثين من مؤسسات جامعية ومعاهد عليا؛ حيث شارك في الندوة 16 متدخلا ومتدخلة، بأوراق بحثية باللغات الثلاث (العربية، والفرنسية، والإنجليزية).
وقد أسهمت الندوة في تسليط الضوء على أهمية القرآن الكريم في حياة المغاربة، وتعزيز البحث العلمي في الدراسات القرآنية، وتطوير التعليم القرآني المعاصر.